ما هو العمل المستقل؟ وكيف أدخل عالمه الواسع؟

128

وسط كم البطالة المتفشية في كافة البلدان العربية، وقلة فرص العمل، ورغبة الشباب في البحث عن أي وظيفة حتى وإن لم تناسب شغفهم أو طموحاتهم، يبرز لنا العمل المستقل من بين الظلمات كحل يرضي جميع الأطراف.

هنا سنتناول الحديث عن ما هو العمل المستقل؟ وما هي مواصفاته؟ وما أهم مميزاته؟ وما أهم عيوبه؟ وما أهم تحدياته؟ وكيف يمكن أن تتجنب لقب عاطل بأقل الموارد؟

ما هو العمل المستقل؟

العمل المستقل وبالإنجليزية Freelance هو أن يقوم شخص بتقديم خدماته لمجموعة متنوعة من العملاء دون التقيد بظروف وظيفية مثل مواعيد العمل والراتب الثابت، والذي يعمل في مجال العمل المستقل يسمى Freelancer. فكرة العمل المستقل هي فكرة قديمة وموجودة قبل الإنترنت، ولكنها مؤخراً أصبحت فكرة مرتبطة بالإنترنت وبالمجالات التي تعتمد على الكمبيوتر في انجازها مثل مجالات الكتابة والترجمة والتصميم والبرمجة…الخ.

في العمل المستقل يمكن لأي شخص يمتلك مهارة أو إمكانية أو حتى معرفة حول شيء معين أن يقوم بتوظيف هذه المهارة أو الإمكانية عن طريق تقديم خدمات أو مهام للغير في مقابل مادي.

العمل المستقل يوفر الحرية لكل من مقدمي الخدمات وطالبيها على حد سواء، ففيه يقوم صاحب البيزنس أو الشركة بطلب مهام محددة وواضحة من شخص بعينه في وقت محدد بمقابل مادي معين.

ويقوم أيضاً مقدم المهام أو الخدمات بعمله بصورة حرة، لأنه في الأساس يختار المجال الذي يود العمل به، وأيضاً يمتلك الحرية لتنفيذ المهام بالجدول الزمني الذي يريده، علاوة على إمكانية إتمام المزيد من المهام لتحقيق المزيد من الأرباح.

العمل المستقل بمفهومه الحالي يعتمد بشكل كبير على تكنولوجيا الإنترنت والاتصالات الحديثة، الإنترنت هنا يمثل وسيلة الالتقاء بين صاحب البيزنس والفري لانسر.

كما أن الإنترنت هو الوسيلة المستخدمة لبدء النقاش والتفاوض والوصول إلى الاتفاق، بل أيضاً هو الوسيلة لتحقيق المهمة وتوصيلها لصاحب البيزنس، وفي النهاية هو أيضاً يوفر الكثير من خيارات الدفع واستلام الأموال.

الجدير بالذكر أن الإنترنت لايمثل وسيلة لتسهيل العمل المستقل فقط، ولكنه يمثل سبب لخلق وازدهار ونمو فرص العمل المستقل للكثيرين.

فوراء كل هذا النمو الهائل لعالم الإنترنت والتكنولوجيا بشكل عام والذي يذهر كل يوم؛ هناك مصممين ومطورين ومسوقين وكتاب ومترجمين وغيرهم يعملون بطريقة العمل المستقل. هذا إلى جانب الفرص الهائلة التي تم خلقها نتيجة نمو اتجاه التسويق عبر الإنترنت.

من خلال ذلك نستخلص أن الإنترنت هو وسيلة لدعم العمل المستقل وتسهيله، وهو أيضاً سبباً لخلق ونمو العمل المستقل.

ملحوظة: على الرغم من ارتباط فكرة العمل المستقل بشبكة الإنترنت، لكن في الحقيقة أن فكرة العمل المستقل هي فكرة أقدم من الإنترنت، فكل مهمة يتم الاتفاق عليها بين صاحب عمل وشخص صاحب مهارة مقابل المال وخارج الاطار الوظيفي هي صورة من صور العمل المستقل.

مثال عملي مفصل على فكرة العمل المستقل

أنت خريج كلية تجارة جامعة دمشق، ولكنك مثل الغالبية تم قذفك لهذه الكلية وفقاً لقوانين التنسيق الغبية، فأنت في الحقيقة عاشق للتصميم، وتجيد تنسيق الألوان واختيار الخطوط، ولديك الموهبة لمزجهم معاً للخروج بتصميم رائع في النهاية.

أنت موهوب في التصميم ولكن ليس هذا كل شيء فأنت أيضاً جاد وإيجابي، لذا فقد قمت بالبحث والتعلم حول عالم التصميم وقد شاركت في بعض الكورسات أيضاً.

وتتابع قنوات اليوتيوب المشهورة، وفوق كل ذلك أنت تجرب دائماً ما تتعلمه، ولديك بالفعل نماذج لتصميمات رائعة… رئع جداً.

على الطرف الآخر من القارة الأفريقية وفي دولة موريتانيا هناك شاب يسمى “فلان”، فهو لتوه أنشأ حساب انستقرام، لقد قرأ مقال الربح من انستقرام في الرابحون، ويريد البدء في تطبيق ما جاء به.

ابو السعد يحتاج لتصميمات جذابه لحسابه، فهذا هو طرف الخيط لنجاحه، وهو للأسف لا يجيد التصميم، ولكنه يمتلك المال ويبحث عن مصمم احترافي لكي يقوم بعمل التصميمات لحسابه… أبو السعد يبحث عنك ياصديقي المصمم.

أنت و”فلان” تقابلتم بطريقة ما… بالطبع من خلال شبكة الإنترنت.

وهذه بعض السيناريوهات المحتملة التي يمكن من خلالها أن تتقابل أنت و”فلان”:

  • تقابلتكم على موقع لينكيد إن الاحترافي المتخصص في الجانب العملي.
  • تقابلتم على أحد مجموعات الفيسبوك المتخصصة في التصميم.
  • تقابلتم من خلال أحد منصات العمل المستقل.

تم الاتفاق بينك وبين “فلان” على تفاصيل العمل:

  • التكلفة
  • معاد التسليم
  • طريقة الدفع أون لاين
  • تفاصيل ومقاسات التصميمات.

قمت بعمل المطلوب منك وسلمته “فلان” وقام هو بدوره بارسال المال… أهلاً بك في عالم العمل المستقل ياصديقي.

من هو المستقل؟

المستقل أو بالإنجليزية Freelancer هو شخص يعمل لحسابه الخاص ويكسب المال من خلال تقديم خدمات لعدة عملاء، تتعلق هذه الخدمات بمهارات الشخص ولا يتم توفيرها بالضرورة للشركات فقط.

يقوم المستقلون بالتواصل مباشرة مع أصحاب الأعمال لعرض خدماتهم، أو أصحاب الأعمال يتواصلون معهم من خلال حساباتهم الاحترافية على منصات التواصل الاجتماعي.

ولكن في الغالب يستخدم المستقلون منصات خاصة لعرض خدماتهم، والتي تسمى منصات العمل المستقل، حيث تعمل تلك المنصات كأرضية عمل مشتركة بين المستقلين وأصحاب العمل وهي تضمن حقوق الطرفين، ومن أشهر تلك المنصات هو الموقع العالمي الشهير فايفر.

لعلك الآن تفكر في كم هو أمر رائع أن أعمل لحسابي الخاص دون أن أكون تابعًا لأحد وأتلقى منه الأوامر باستمرار وفي الوقت الذي أحدده والمكان الذي أفضل العمل به.

أو تتسائل عما إذا كان الانتقال للعمل المستقل خيارًا جيدًا… لابأس سنجيبك على كل هذه الأسئلة وغيرها أيضاً في هذا المقال.

نقاط مهمة خاصة بمجال العمل المستقل

1. هناك نوعان من العمل المستقل من حيث التفرغ

الأول: العمل المستقل بشكل دائم، وفيه يكون الفري لانسر متفرغ بشكل تام للعمل الحر، ولا يقوم بالعمل في أي وظائف أخرى.

وهنا يعتمد الفري لانسر أو المستقل على العمل المستقل بشكل أساسي لتحقيق دخل مادي.

الثاني: العمل بشكل جزئي، وفيه يعمل الفري لانسر بشكل جزئي إلى جانب عمل وظيفي آخر، أو إلى جانب دراسة.

نستخلص من هذه النقطة أن العمل المستقل يتميز بدرجة عالية من المرونة، ويمكن لأي شخص أن يبدأ به، حتى لو كان يمتلك فقط 3 ساعات كل يوم، ويريد استثمار هذا الوقت لتحقيق دخل جانبي.

2. هناك منصات متخصصة في مجال العمل المستقل

نتيجة نمو واتساع دائرة العمل المستقل، ظهرت الكثير من المنصات المتخصصة في العمل المستقل، والتي تقوم بدور الوسيط بين مقدمي الخدمات وطالبيها.

فهي توفر حلقة وصل احترافية ومنظمة بين مقدمي الخدمات وطالبيها، كما أنها تضمن حق الطرفين، لأنها تعمل بنظام وشروط واضحة وصريحة وعلى الطرفين الالتزام بها.

3. العمل المستقل يتسع ليشمل كل جوانب الأعمال تقريباً

على الرغم من أن فكرة العمل المستقل تتجلى في أوضح صورها في المجالات الرقمية، والمرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة مثل تصميم الصور، وتعديل الفيديوهات، وتصميم وتطوير المواقع، والخدمات التسويقية على الإنترنت…

إلا أن العمل المستقل غير محدود بهذه المجالات، فليس من الغريب أن نجد محاسب أو مهندس أو محامي أو مصور فوتوغرافي يعمل كفري لانسر.

ببساطة العمل المستقل هو: شخص يمتلك مهارة ما ويقدمها بشكل مادي، وشخص آخر يحتاج لهذه المهارة… يتفق الطرفان على تنفيذ المهمة المطلوبة. يقوم المستقل بتنفيذ المطلوب ويحصل على المال، وينتقل لعميل آخر يحتاج لما لديه من مهارات.

4. في مجال العمل المستقل الدفع في الغالب يكون مقابل الإنجاز، وليس مقابل الوقت

واحد من الفروق الواضحة بين مفهوم الوظيفة في مقابل مفهوم العمل المستقل، أن الوظيفة تدفع لك مقابل العمل بشكل مستمر لعدد ساعات معين.

أما في العمل المستقل فالاستحقاق المالي يكون نتاج الإنجاز بشكل أساسي، فمصصم الصور مثلاً يربح المال وفقاً لعدد الصور التي قام بإنجازها سواء أتم ذلك في يوم أو في شهر أو في ساعة.

ولكن انتبه: عندما نتحدث عن تسعير العمل المستقل، فهناك بعض المستقلين الذين يقومون بتسعير عملهم وفقاً لعدد الساعات التي تم قضاءها في تنفيذ المهمة، وهذا نظام تتبعه بعض منصات العمل المستقل أيضاً.

ولكن الفرق بين العمل المستقل والعمل الوظيفي هنا؛ أنه في الوظيفة يكون العمل وفقاً لمواعيد محددة وبشكل مستمر، أما في العمل المستقل تكون ساعات العمل المستهلكة في إنجاز المهمة هي مجرد طريقة لحساب تكلفة العمل.

الجدير بالذكر: أن فكرة تسعير العمل بالساعة ليست فكرة رائجة جداً في العمل المستقل، وخصوصاً في منطقتنا العربية.

5. في العمل المستقل الإنترنت ضروري ولكنه ليس حتمي

ذكرنا أن الإنترنت هو بذرة الازدهار في عالم العمل المستقل، فهو الوسيلة للاتصال بين الفري لانسر وصاحب البيزنس والوسيلة لإنجاز المهام وتسليمها واستلام واستقبال الأموال أيضاً.

ولكن ماذا لو تقابل المستقل من صاحب العمل بالصدفة في أحد حفلات أعياد الميلاد لصديق مشترك، وتم الاتفاق بينهما على العمل.

ألا يمكننا أن نطلق على هذا العمل أنه عمل حر أيضاً؟

بالطبع يمكننا أن نقول أن هذا عمل حر أيضاً رغم عدم وجود الإنترنت كطرف في المعادلة، ولكن من الناحية العملية والواقعية؛ الإنترنت يمثل ذراع لا غنى عنه تقريباً في مجال العمل المستقل، وخصوصاً في صوره الأكثر تطوراً واتساعاً.

هذا إلى جانب أنه سبباً في خلق المزيد من فرص العمل المستقل كما ذكرنا بالأعلى.

أهم مميزات العمل المستقل

1. أنت حر دائماً

حرية الاختيار واحدة من السمات الرائعة للعمل الحر. من البداية أنت حر في اختيار المجال الذي تحبه وترى نفسك فيه مبدعاً ومبتكراً، وأنت حر في اختيار المشروعات التي تجد أنك تستطيع اتمامها بشكل أفضل.

أنت حر في تنظيم يومك كما تشاء، وأنت حر في زيادة العائد المادي من خلال العمل لوقت أطول، أو العمل بشكل أكثر جودة واتقاناً.

بالطبع في العمل المستقل يمكنك العمل في الوقت الذي تريد، ومن المكان الذي تريد، فكل ما تحتاجه لكي تبدأ عملك هو الضغط على زر تشغيل جهاز الحاسوب الخاص بك، أو اللاب توب.

2. سوف تتخلص من الكثير من مسببات هدر الوقت

بسبب طبيعة العمل المستقل الذي يمكنك إنجازه من منزلك وغرفتك الخاصة، فهناك توفير مهول في الكثير من الأوقات المهدورة في الانتقال من المنزل للعمل والعكس، أو التجهيز للذهاب للعمل.

لو كنت تعيش في أحد المدن الكبيرة المكتظة بالسكان مثل القاهرة، فسوف تدرك أهمية هذه الميزة بشكل جيد جداً. كل هذا الوقت الضائع في الوصول للعمل يمكنك استثماره في انجاز عملك الحر وأنت في بيتك.

3. أمامك الفرصة للإبداع والإبتكار

مقارنة بالعمل الوظيفي التقليدي الذي تحكمه الكثير من القيود واللوائح والقواعد الجامدة، فإن العمل المستقل يتميز بالمرونة وإتاحة الفرصة للتنفيذ بطرق كثيرة مبتكرة، العمل المستقل هو الطريق الذي يتيح لك تنفيذ أفكارك الخاصة وإطلاق العنان لما لديك من إبداع.

عالم العمل المستقل بطبيعته يتيح فرص إبداعية وإبتكارية كبيرة لمن يعملون به، فمثلاً لو كنت تعمل كمصمم شعارات، فهنا يمكنك التحدث مع العميل لفهم وجهة نظره وتصوره عن الشعار الذي يريده، وبعدها يمكنك إطلاق العنان لإبداعك لتصميم شعار بطريقتك وفكرك الخاص.

4. ليس هناك سقف مالي يحكمك

في مجال العمل المستقل هناك دائماً فرصة لحصد المزيد من المال مقارنة بالعمل الوظيفي. لحسن الحظ أن إنجاز المزيد من الأعمال ليس هو الطريق الوحيد لتحقيق عوائد مالية أعلى في العمل المستقل، فهناك دائما فرصة لتحقيق المزيد من خلال الإتقان والاحترافية في إتمام المهام.

طالما كنت محترفاً في مجالك، وتستطيع تنفيذ المهام بشكل مبتكر، فهناك دائماً عملاء على استعداد لدفع المزيد مقابل عملك هذا… هذه نقطة في غاية الأهمية لنجاحك في العمل المستقل دون الاضطرار للاحتراق في العمل حتى تحقق دخل أعلى.

5. لديك المرونة في الانتقال من مجال لمجال

في المجال الوظيفي التقليدي؛ هناك دائماً عقبات وقيود تحتم عليك الاستمرار في العمل في مجالات لاتحبها كلياً.

أما في العمل المستقل هناك درجة كبيرة من المرونة، حيث يمكنك بين ليلة وضحاها البدء في مجالات جديدة طالما تمتلك ما تتطلبه هذه المجالات من مهارات، يمكنك أيضاً في العمل المستقل إنهاء أعمالك في وقت قياسي، من أجل تغيير المجال أو حتى لأخذ أجازة طويلة كما تود.

اقرأ أيضاً: ما هو Career Shift أو تغيير مجال العمل؟ وكيف تقوم به بذكاء؟

6. لن تحتاج الكثير من الموارد لتبدأ

كل ما تحتاجه حتى تعمل كمستقل هو جهاز كمبيوتر خاص بك أو لابتوب متصل بالإنترنت، وحساب بنكي حتى يتم إرسال الأموال لك عليه، أي أنك ستحتاج إلى بعض الموارد المحدودة التي يمتلكها الجميع تقريباً.

ولكن بالطبع وعلى حسب تخصصك، فسوف تحتاج لبعض الأدوات الأخرى التي تساعدك على اتمام مهامك، فمثلاً في حالة عملك في مجال التصميم فستحتاج لـ برامج تصميم صور.

عيوب العمل المستقل

يمكنك أن تطلق عليها أيضاً صعوبات العمل المستقل أو حتى تحديات العمل المستقل. على أي حال عليك أن تدرك جيداً أن كل الخيارات في الحياة لا تخلو من بعض التحديات أو العيوب التي عليك تقبلها، والتعامل معها بشكل حكيم وواعي.

1. الحرية المطلقة

لقد تناولت بالأعلى هذه النقطة كميزة من مميزات العمل المستقل، ولكن في الحقيقة الحرية المطلقة تمثل واحدة من عيوب أو تحديات العمل المستقل.

على الرغم أني ليس مستقل، ولكني أعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها المستقلين، فإني ادير الرابحون من المنزل، وأعمل في الوقت الذي أريد وبالطريقة التي أريد، وفي الحقيقة هذه واحدة من التحديات الكبيرة في حياتي العملية.

العمل من المنزل يصنع نوع من الخلط من جانبك ومن جانب من حولك بين العمل والحياة الشخصية أو الالتزامات الأسرية. الحرية في اختيار وقت العمل أيضاً تساهم بشكل كبير في التسويف، واهدار الوقت.

في هذا الصدد أنصحك بقراءة المقالات بالأسفل، والتي ستساعدك على التعامل مع هذه المشكلة:

  • كيفية إدارة الوقت خطوة بخطوة
  • أفضل تطبيقات تنظيم الوقت وزيادة الإنتاجية
  • كيفية تحسين بيئة العمل لتحقيق إنتاجية أفضل (6 أفكار فعالة)
  • تعلم كيفية زيادة الإنتاجية في العمل والاستفادة من وقتك الثمين

2. الحصول على عمل

على الرغم من أن سوق العمل المستقل هو سوق مزدهر جداً، وهو قادر على استيعاب المزيد من المستقلين، إلا أنه سوق تنافسي جداً، والحصول على عمل فيه يمثل تحدي وخصوصاً للمبتدئين.

سوق العمل المستقل العربي أيضاً يعتبر سوق فوضوي إلى حد كبير، حيث إلى الآن لا يوجد قوانين واضحة لتنظيمه، كما أنه مكتظ بالعمالة الرخيصة بسبب الظروف الاقتصادية… هذا يجعل الأمر أكثر تعقيداً لك كفري لانسر عربي وخصوصاً لو كنت مبتديء.

تذكر ياصديقي هذا تحدي وليس عائق، ويمكنك التعامل مع هذا التحدي مثل آلاف المستقلين العرب الذي يحققون دخل ممتاز من خلال العمل المستقل.

كيفية الانتقال الصحي من الوظيفة التقليدية إلى العمل المستقل

عندما تفكر بالانتقال من وظيفة تقليدية للعمل الحر، فهناك بعض الأمور التي عليك الانتباه لها ومنها:

1- الانتقال الجزئي

فكرة أن تترك عملك تمامًا من أجل أن تعمل كمسقل بدوام كلي هي فكرة لها الكثير من المخاطر، لذا ينصح البدء بالعمل المستقل كوظيفة جانبية حتى تختبر بنفسك مزايا وعيوب العمل المستقل، وتقرر بنفسك ما إذا كان لديك فرصة للنجاح أم لا.

خصص جزء من وقتك بعد العمل المستقل، أو استغل الاجازات لفعل ذلك.

2- الادخار قبل الانتقال

لتجنب الوقوع في الأزمات المالية في بداية العمل المستقل… يجب عليك أن تدخر مبلغًا من المال يكفي لمده 6 شهور على الأقل بحسب ما ينصح به الخبراء قبل أن تترك وظيفتك.

3- تقليل المصاريف

عند بداية عملك كمستقل سيكون عائدك أقل من العائد الذي اعتدت الحصول عليه من وظيفتك التقليدية، ولذلك عليك تقليل مصاريفك الشهرية حتى الحد الأدنى.

ولا داعي لانفاق المال على المعدات الغالية في الوقت الراهن وحاول الاقتصاد وشراء أبسطها.

4- وضع خطة لانفاق المال والاستثمار

حدد الأشياء التي ستكون في حاجة إليها عند بداية عملك كمستقل، قاوم الرغبة في شراء الأشياء الغير ضرورية.

على سبيل المثال ستحتاج إلى إنشاء موقعك الخاص ليكون حافظة ومرجع لأعمالك، وهناك الخيارات المجانية والخيارات المدفوعة، حاول البقاء مع أقل قدر ممكن من الخيارات المدفوعة.

5- اترك خيارات العمل مفتوحة

فكرة أن تترك عملك تمامًا من أجل العمل المستقل هو تحدي كبير، خاصة أن العمل المستقل ليس مناسبًا للجميع، وعدم النجاح به هو أمر وراد مهما بلغت مستوى خبرتك، فلا تقطع جميع علاقاتك مع زملائك من وظيفتك السابقة لربما احتجت إلى الرجوع مجدداً.

كيف تكتشف إذا ما كان العمل المستقل مناسب لك؟

العمل المستقل هو خيار مهني شائع لكثير من الناس، وخاصة أولئك الذين لديهم روح ريادة الأعمال، والرغبة في الهروب من وظيفة مكتبية مملة.

وبالرغم من كونه مجال دون الكثير من القيود كالوظيفة التقليدية، إلا أنه طريق صعب للغاية لا يتناسب مع الجميع.

إذن كيف يمكنك معرفة ما إذا كنت ستحب العمل المستقل أم ستجده قريبًا حمل يثير القلق؟

فيما يلي 9 أسئلة لمساعدتك في اكتشاف ما إذا كان العمل المستقل مناسب لك أم لا:

1. هل تمانع العمل بمفردك؟

العمل المستقل هو في الغالب مهنة انفرادية، فإذا كنت تقضي ساعات طويلة بمفردك، وعادة ما تعمل في مكتبك في المنزل، فسيكون العمل المستقل خيارًا مثاليًا كمهنة.

أما إذا كنت تحب جو المشاركة، وجو العمل الجماعي، فعليك بالتفكير في الوظيفة التقليدية.

2 هل أنت جيد في تنظيم وقتك؟

بصفتك مستقلاً، يمكنك التحكم الكامل في عدد ساعات عملك، وهذا ينطوي على بعض الحرية، ولكنها أيضا مسؤولية كبيرة، لذا يدير معظم المستقلين الناجحين وقتهم باستخدام أدوات تتبع الوقت، وذلك للتأكد من أنهم يستخدمون كل دقيقة بشكل صحي يخدم مصلحتهم.

وإذا كان لديك اهتمام بالتفاصيل وكنت شخصًا منظمًا بطبيعتك، فإن العمل المستقل سيناسب شخصيتك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف تصبح في حالة من الفوضى.

3. هل يمكنك ارتداء قبعات كثيرة في آن واحد؟

يتميز المستقل بالقدرة على القيام بالعديد من الأشياء المختلفة في يوم واحد، فمن السهل تصور أن المستقل يعمل ببساطة على مشروع العميل، ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك بكثير.

فكما وضحنا أعلاه أن المستقل هو مدير نفسه ويقوم بمهمات العديد من الموظفين في آن واحد.

4. هل يمكنك التركيز عندما تكون في أي محيط؟

أحد مزايا العمل المستقل هو القدرة على العمل في أي مكان تقريبًا باستخدام الإنترنت… حيث يمكنك قضاء الصباح في المقهى المفضل لديك، وبعد الظهر في مكتبك الخاص وهكذا..

من المهم وحسب أن يكون لديك القدرة على التركيز على عملك أينما ذهبت… حيث تكون عوامل التشتيت كبيرة عندما تكون بالخارج، ولكن إذا كان لا يزال بإمكانك التركيز على ما يجب القيام به وإنجازه، فإن العمل المستقل مثالي لأجلك.

5. هل يمكنك تحفيز نفسك؟

يتحمس الجميع عندما يبدأون في عمل أو هواية جديدة أو حتى تعلم شيء جديد، وبالتالي فمن السهل أن تعمل بجد في تلك الأيام الأولى، ولكن تنشأ المشاكل بعد أسابيع وشهور عندما يصبح العمل رتيبًا.

ولذلك يتطلب العمل المستقل الناجح التحفيز الذاتي، مما يعني تجاهل إغراءات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي والهواتف وغيرها، فإذا كنت جيد في تحفيز نفسك للوصول إلى أهدافك، فإن العمل المستقل هو خيار مهني سليم.

6. هل تناسبك فكرة المخاطرة؟

لا توجد ضمانات على الإطلاق بأنك ستنجح عندما تبدأ في مسار العمل المستقل، فبالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يبدأون بالعمل المستقل ينتهي الأمر بالاحباط.

ولكن مع العمل الجاد والصبر والتخطيط الذكي هناك فرصة جيدة لكي تقوم بعمل جيد.

7. هل لديك ثقة بالنفس؟

يحتاج المستقل إلى الكثير من الثقة بالنفس، فعليك أن تؤمن بنفسك وقيمتك خاصة عندما يتعلق الأمر بتلقي ما يستحقه، ويتطلب التفاوض على الأسعار والعقود الشجاعة والثقة بالنفس.

فإذا كنت تفتقر بشدة إلى الثقة بالنفس، فقد تجد صعوبة في العمل المستقل، خاصة عندما يتعلق الأمر بكسب مستحقات مالية لائقة.

8. هل تتمتع بالمرونة؟

لا يوجد عميلان متشابهان، لذا ستحتاج إلى تطويع خدماتك لتناسب متطلبات العميل الفريدة، وهذا يحتاج إلى الإبداع والمرونة من أجل تقديم مجموعة مثالية من الخدمات لأهداف العملاء.

المرونة عنصر في غاية الأهمية في العمل المستقل، وعليك توقع الكثير من الطلبات التي تبدو مربكة، ولكن هنا الانفتاح الذهني، وفهم ما يحتاج العمليل بالتحديد هو المفتاح لتجاوز الكثير من الأمور التي تبدو مربكة.

9. هل لديك مهارة؟

هناك مستقلون في العديد من القطاعات المتنوعة يجنون الكثير من المال مقابل فعل ما يحبون القيام به. ويمكنك أن تفعل الشيء نفسه، فإذا كانت لديك مهارة معينة فهناك ما يكفي من الناس على استعداد لدفع أموال جيدة مقابلها.

خذ بعض الوقت للتفكير في هذه الأسئلة، أجبهم بأكبر قدر ممكن من الصدق، قد لا تكون لديك إجابات إيجابية لجميع الأسئلة في الوقت الحالي، ولا بأس بذلك طالما يمكنك رؤية طريقة لتطوير هذه السمات والمهارات.

كيفية تهيئة بيئة العمل لك كمستقل

الجلوس أمام شاشة الحاسوب لفترة طويلة وضغوطات العمل ينتج عنها الكثير من المشاكل الصحية والنفسية والعقلية، لذا من المهم تهيئة مساحة عمل مريحة وصحية تعمل على زيادة انتاجيتك.

1. مكان العمل

غالبا ما يبدأ المستقلون عملهم من المنزل، فمن الأفضل أن تخصص مساحة للعمل لتوفير جو صحي، ففي حالة عدم توافر غرفة شاغرة لتخصيصها كغرفة للعمل فبإمكانك استخدام جزء من غرفة كبيرة كمكان للعمل.

ولابد أن يتميز المكان الذي تختاره بتهوية واضاءة جيدين كما يفضل أن يكون بمعزل عن الضوضاء، واذا لم يكن هذا متاحاً فبإمكانك استخدام عوازل الصوت.

2. مكتب العمل والأثاث المكتبي

بما أنك ستعمل جالسًا لفترة طويلة فستحتاج إلى استخدام كرسي مريح للظهر والقدمين مع مكتب أو منضدة ذات ارتفاع مناسب للقدمين.

وإذا كنت ترغب في العمل بينما أنت واقف فهناك بعض الأثاث الحديث الذي صمم خصيصاً ليخدم هذا الغرض.

وإذا كان متاحًا لك العمل في الوضعين وقوفًا وجلوسًا، فقم بالتبديل بين الوضعين لتجنب الأضرار الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة.

3. تعلم طريقة الجلوس الصحيحة

صحتك هي أغلى ما تملك، فأحرص على الجلوس بوضعية صحيحة من أجل الحفاظ على صحتك وتجنب مشاكل الظهر والعمود الفقري، وحاول الإبقاء على مسافة من الشاشة تساوي طول ذراعك.

واضبط ارتفاع الشاشة بحيث تكون حافتها العلوية في نفس مستوى نظرك، وأن تكون لوحة المفاتيح في مستوى المرفقين.